أرثوذكسية الأب متى المسكين لا يشكك فيها أحد ، فهو ناسك ولاهوتى قضى عمره فى شركة إفخارستية أرثوذكسية ، لكننى فوجئت بالعديد من الكتاب البروتستانت يقولون أن الأب متى المسكين أنكر الأسفار القانونية الثانية ، واندهشت هل يمكن لمن دافع عن تقليد الكنيسة الأرثوذكسية أن ينكر جزء من هذا التقليد ؟؟!!
لذلك أردتُ أن أضع كلام الأب متى المسكين كاملاً بدون إقتطاع ولتحكم أنت عزيزى القارئ:
[ولكن للأسف فقد ورثت المسيحية أيضاً مع هذا التراث السوى من تعاليم هى من وضع المجتهدين ، خالية من الأصالة الروحية الكافية. وهذه ضمتها كتب الأبوكريفا العبرية المزيفة التى جمعها وألفها أشخاص كانوا حقاً ضالعين فى المعرفة ، ولكن لم يكونوا " مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (2 بط 21:1 ، مثل كتب: رؤيا عزرا الثانى وأخنوخ ، ورؤيا باروخ وموسى وغيرها من الأسفار المزيفة التى لم يؤمن بها بعض اليهود المدققين.][1]
ثم يضيف فى الهامش قائلاً:
[تُسمى هذه الكتب بالأبوكريفا المزيفة ، وهى من وضع القرن الثانى قبل المسيح ، وفيها تعاليم صحيحة وتعاليم خاطئة وبعض الضلالات الخطيرة مختلطة بعضها ببعض. ولكنها ذات منفعة تاريخية كوثائق للدراسة.]
وهنا نلاحظ أن الأب متى المسكين لا يقصد بالكتب الأبوكريفا الأسفار القانونية الثانية ، فهو لم يضع أحداً منها فى الأمثلة ، ثانياً هو قال أنها وُضعت فى القرن الثانى قبل المسيح بينما الأسفار القانونية الثانية كانت موجودة فى الترجمة السبعينية التى تمت فى عهد بطليموس الثانى عام 282ق.م. أى فى القرن الثالث قبل المسيح.
نقطة أخرى ، الأب متى المسكين استشهد بالأسفار القانونية الثانية فى حديثه عن الروح القدس. [2]
أما بخصوص اليهود ورفضهم للأسفار القانونية الثانية ، أريد أن أوضح أنه كان لبعض تلك الكتب مكانة خاصة جداً عند اليهود ، فسفر "يشوع بن سيراخ" كثيراً ما اُستشهد به فى التلمود ، وتأثرت به العديد من صلوات الليتورجيا اليهودية مثل صلاة البركات الثمانى عشر ، ونصوص عيد الغفران الكبير.[3] بل جاء فى إنجيل يوحنا "وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ" (يو 22:10) ولم يرد أى ذكر لهذا العيد فى الأسفار القانونية الأولى ولكنه مذكور فى سفر المكابيين الأول (59:4) حيث أن يهوذا المكابى هو أول من رسم مع إخوته أن يحتفل اليهود بهذا العيد مده ثمانية أيام فى كل عام تذكاراً لتطهير الهيكل وتجديد المذبح وتدشينه. فإذا كان السيد المسيح تكلم مع اليهود فى هذا العيد ، وإذا كان يوحنا الرسول كتب فى إنجيله عن هذا العيد الذى لم يرد ذكره إلا فى سفر المكابين الأول ، ألا يدل هذا على صحة هذا السفر ؟؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق