الجمعة، 24 أغسطس 2012

الأسفار القانونية الثانية والأب متى المسكين


أرثوذكسية الأب متى المسكين لا يشكك فيها أحد ، فهو ناسك ولاهوتى قضى عمره فى شركة إفخارستية أرثوذكسية ، لكننى فوجئت بالعديد من الكتاب البروتستانت يقولون أن الأب متى المسكين أنكر الأسفار القانونية الثانية ، واندهشت هل يمكن لمن دافع عن تقليد الكنيسة الأرثوذكسية أن ينكر جزء من هذا التقليد ؟؟!!
لذلك أردتُ أن أضع كلام الأب متى المسكين كاملاً بدون إقتطاع ولتحكم أنت عزيزى القارئ:
[ولكن للأسف فقد ورثت المسيحية أيضاً مع هذا التراث السوى من تعاليم هى من وضع المجتهدين ، خالية من الأصالة الروحية الكافية. وهذه ضمتها كتب الأبوكريفا العبرية المزيفة التى جمعها وألفها أشخاص كانوا حقاً ضالعين فى المعرفة ، ولكن لم يكونوا " مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (2 بط 21:1 ، مثل كتب: رؤيا عزرا الثانى وأخنوخ ، ورؤيا باروخ وموسى وغيرها من الأسفار المزيفة التى لم يؤمن بها بعض اليهود المدققين.][1]
ثم يضيف فى الهامش قائلاً:
[تُسمى هذه الكتب بالأبوكريفا المزيفة ، وهى من وضع القرن الثانى قبل المسيح ، وفيها تعاليم صحيحة وتعاليم خاطئة وبعض الضلالات الخطيرة مختلطة بعضها ببعض. ولكنها ذات منفعة تاريخية كوثائق للدراسة.]
وهنا نلاحظ أن الأب متى المسكين لا يقصد بالكتب الأبوكريفا الأسفار القانونية الثانية ، فهو لم يضع أحداً منها فى الأمثلة ، ثانياً هو قال أنها وُضعت فى القرن الثانى قبل المسيح بينما الأسفار القانونية الثانية كانت موجودة فى الترجمة السبعينية التى تمت فى عهد بطليموس الثانى عام 282ق.م. أى فى القرن الثالث قبل المسيح.
نقطة أخرى ، الأب متى المسكين استشهد بالأسفار القانونية الثانية فى حديثه عن الروح القدس. [2]
أما بخصوص اليهود ورفضهم للأسفار القانونية الثانية ، أريد أن أوضح أنه كان لبعض تلك الكتب مكانة خاصة جداً عند اليهود ، فسفر "يشوع بن سيراخ" كثيراً ما اُستشهد به فى التلمود ، وتأثرت به العديد من صلوات الليتورجيا اليهودية مثل صلاة البركات الثمانى عشر ، ونصوص عيد الغفران الكبير.[3] بل جاء فى إنجيل يوحنا "وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ" (يو 22:10) ولم يرد أى ذكر لهذا العيد فى الأسفار القانونية الأولى ولكنه مذكور  فى سفر المكابيين الأول (59:4)  حيث أن يهوذا المكابى هو أول من رسم مع إخوته أن يحتفل اليهود بهذا العيد مده ثمانية أيام فى كل عام تذكاراً لتطهير الهيكل وتجديد المذبح وتدشينه.  فإذا كان السيد المسيح تكلم مع اليهود فى هذا العيد ، وإذا كان يوحنا الرسول كتب فى إنجيله عن هذا العيد الذى لم يرد ذكره إلا فى سفر المكابين الأول ، ألا يدل هذا على صحة هذا السفر ؟؟!!  



[1] الأب متى المسكين: الحكم الألفى ، ط2 / 2004م ، ص 3
[2] الأب متى المسكين: الروح القدس ـ الرب المحيي ، ط3 / 2006م ، ك1 ، ص 194 : 196
[3] الكتاب المقدس ، ترجمة الرهبان اليسوعيين ، ط3 / 1994م ، دار المشرق ـ بيروت ، ص 1438

الأحد، 19 أغسطس 2012

رسالة المسيح

هل أتى المسيح لخراف بنى إسرائيل الضالة أم أنه أتى للعالم أجمع ؟؟ كيف لم يُرسَل المسيح إلا إلى خراف إسرائيل الضالة ، وهو القائل " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ."[1] ؟؟!! فى هذه الدراسة سأحاول أن أجيب على تلك الأسئلة ، مقسماً البحث إلى:
1-             الأدلة الكتابية على عالمية رسالة المسيح.
2-             الأدلة الآبائية على عالمية رسالة المسيح.
3-             تفسير الآيات التى تدل على قومية رسالة المسيح.
4-             شهادة التاريخ على عالمية رسالة المسيح.
لتحميل الدراسة (اضغط هنا)



[1] يو 8 : 12

السبت، 18 أغسطس 2012

مسيحيين ... الأصل


[فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعًا غَفِيرًا. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.] (أع 11 : 26)
البعض يرى أن من أطلق على التلاميذ اسم "مسيحيين" هم الوثنيون القاطنون فى أنطاكية والبعض الأخر يرى أن الرسولين بولس وبرنابا هما من أطلقا هذا الاسم ، فأى الرأيين أقرب للصواب ؟؟؟
أنا أرجح الرأى الثانى ، وذلك لعدة أسباب:
1ـــ ذلك الرأى هو المرجح من قبل المخطوطة بيزا التى تقرأ الآية بالشكل الأتى:
[And hearing that Saul was at Tarsus, he departed, seeking for him; and having found him, he besought him to come to Antioch; who, when they were come, assembled with the Church a whole year, and instructed a great number; and there they first called the disciples at Antioch Christians.] [1]
 2ـــ التحليل اللغوى للآية
[και ευρων αυτον ηγαγεν αυτον εις αντιοχειαν εγενετο δε αυτους ενιαυτον ολον συναχθηναι εν τη εκκλησια και διδαξαι οχλον ικανον χρηματισαι τε πρωτον εν αντιοχεια τους μαθητας χριστιανους] [2]  
فكلمة "َدُعِيَ" أتت فى الأصل اليونانى " χρηματισαι" وهى كلمة تستخدم فى العهد الجديد بمعنى "يحذر، يظهر في رؤيا أو يُعْطِي اسما أو يُعَيِّن من خلال توجيه إلهي" ، فقد جاءت تسع مرات ، ترجمت ست مرات بـ "أوحى":
1.    [ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ χρηματισθεντες إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.] (متى 2 : 12)
2.   [وَلكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضًا عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ χρηματισθεις إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ، انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ.] (متى 2 : 22)
3.   [فَقَالُوا:«إِنَّ كَرْنِيلِيُوسَ قَائِدَ مِئَةٍ، رَجُلاً بَارًّا وَخَائِفَ اللهِ وَمَشْهُودًا لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةِ الْيَهُودِ، أُوحِيَ  εχρηματισθη إِلَيْهِ بِمَلاَكٍ مُقَدَّسٍ أَنْ يَسْتَدْعِيَكَ إِلَى بَيْتِهِ وَيَسْمَعَ مِنْكَ كَلاَمًا».] (أع 10 : 22)
4.   [لَّذِينَ يَخْدِمُونَ شِبْهَ السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا، كَمَا أُوحِيَ κεχρηματισται إِلَى مُوسَى وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْنَعَ الْمَسْكَنَ. لأَنَّهُ قَالَ:«انْظُرْ أَنْ تَصْنَعَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ الْمِثَالِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ».] (عب 8 : 5)
5.   [بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ  χρηματισθειςإِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ.] (عب 11 : 7)
6.   [وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ κεχρηματισμενον إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ.] (لو 2 : 26)
فهذه الكلمة تدل على المصدر الإلهى لتسمية التلاميذ بالمسيحيين ، وبالتالى فلا يمكن أن يكون الوثنيون هم من أطلقوا هذا الاسم. يقول أدم كلارك:
[The word χρηματισαι in our common text, which we translate were called, signifies in the New Testament, to appoint, warn, or nominate, by Divine direction. In this sense, the word is used, Mt 2:12; Lu 2:26; and in the preceding chapter of this book, Ac 10:22. If, therefore, the name was given by Divine appointment, it as most likely that Saul and Barnabas were directed to give it; and that, therefore, the name Christian is from God] [3]
ولقد قام الدكتور سامح فاروق بتحليل الآية لغوياً بشكل رائع وتجدون تحليله على هذا الرابط:
حيث يقول فى نهاية الدراسة:
[فإنه على الأرجح أن يكون الله نفسه هو الذي وَجَّهَ بولس وبرنابا إلى إطلاق هذا الاسم على التلاميذ في أنطاكية. ونحن إذ نترجم هذا النص بطريقة بناء الفعل للمعلوم وليس للمجهول لا نستبعد أن يكون القديسان بولس وبرنابا، المفرزان هما أيضا من الله للكرازة بالإنجيل، هما اللذان أطلقا اسم "مسيحيين" على التلاميذ؛ فالفعلχρηματίζω  الذي يعني "يُعْطِي اسما أو يُعَيِّن من خلال توجيه إلهي" يتفق مع الرسولين بولس وبرنابا أكثر من اتفاقه مع سكان أنطاكيا ويثبت أن الاسم "مسيحي" معينٌ من قِبل الله نفسه وكان في صميم فكر الله أن يطلق على أتباعه اسم "المسيح" معلمهم. فكون إنسان يستحق أن يُدعى عليه اسمُ المسيح ليكون "مسيحيًا" فهذا أعظم شرف يمكن أن يناله إنسان على الأرض وكونه ينال هذا اللقب من الله نفسه فهذا أعظم وأمجد لقب.] 
3ـــ ما توصلنا إليه فى التحليل اللغوى أن التسمية مصدرها إلهى ، يؤكده القديس كيرلس الأورشليمى حيث يقول:
[And when crowds had been instructed by them and assembled in the Church, it came to pass that the disciples were called Christians first in Antioch; the Holy Ghost, methinks, bestowing on the believers that new Name, which had been promised before by the Lord] [4]
4ـــ إن تسمية أتباع المسيح بـ "المسيحيين" كان أمراً معروفاً منذ أيام الرسل والكنيسة الأولى ، فهناك العديد من الكتاب الرومان واليهود القدماء الذى ذكروا "المسيحيين" فى كتبهم:
[Suetonius: Claudius (De vita Caesarum),25(?)
Tacitus: Annals,15.44
Pliny: Annals,10.98
Josephus: Jewish Antiquities, 20.200] [5]
  



[1] Clarke, A. (1999). Clarke's Commentary: Acts (electronic ed.). Logos Library System; Clarke's Commentaries (Ac 11:26). Albany, OR: Ages Software.
[2]Stephanus. (1995). Stephen's 1550 Textus Receptus . (Ac 11:26). Oak Harbor, WA: Logos Research Systems, Inc.
[3]Clarke, A. (1999). Clarke's Commentary: Acts (electronic ed.). Logos Library System; Clarke's Commentaries (Ac 11:26). Albany, OR: Ages Software.
[4]  Catechetical Lecture 17, on-line at: http://www.newadvent.org/fathers/310117.htm
[5] Conzelmann, H., Epp, E. J., & Matthews, C. R. (1987). Acts of the Apostles : A commentary on the Acts of the Apostles. Translation of: Die Apostelgeschichte.; Passages in Greek and Latin.; Facsim., map on lining papers.; Includes indexes. (88). Philadelphia: Fortress Press.

موقف إنسانى


كم كان يوماً مرهقاً ، وقفتُ أمام شباك التذاكر وقطعتُ تذكرة ومررت من الماكينة ووقفتُ أنتظرُ المترو ، لم تمر سوى دقيقتان وكان المترو فاتحاً أبوابه لأدخل ، ركبتُ وما أن تحرك المترو إلا وقد وقف أحد الجالسين فجلست مكانه وأغمضتُ عيناى من كثرة التعب وأخذت أفكر فى صمتٍ لكن قطع تفكيرى ترديد الكثيرين عبارة "اتفضل اقعد مكانى يا حج" فقررتُ أن أفتح عيناى لأرى من هذا الحج الذى يتبارى الناس فى الوقوف له ليجلس مكانهم ، فتحتُ عيناى فرأيتُ أب يحمل طفلاً معاق ذهنياً ، جلس الأب فى المقعد الذى أمامى ، تأملتُ الموقف الجميع ينظر إلى الأب وابنه نظرة إشفاق ولكن ماذا لو سألنا الناس "ماذا لو كان هذا ابنكم؟" لكانت إجاباتهم "بعد الشر" أو "الحمد الله إن ابنى مش كده" ولكن ماذا ستكون إجابة الأب؟ إن أفعاله تجيب قبل أن يجيب لسانه ، فهو جلس واضعاً ابنه فى حضنه سانداً رأس ابنه على كتفه وكانت كلما تميل رأس ابنه يعيدها الأب ويقبلها ، كان الأب يضع اصبعه فى فم ابنه ليعض الابن صابع أبيه ولا يعض لسانه ، كان الجميع ينظر إلى الابن نظرة إشفاق أما الأب فكان ينظر إليه نظرة حب ، فى تلك اللحظة عرفتُ لماذا دعى الله البشر أنهم أبنائه لأنه يحبهم أياً كانت حالتهم ، يحبهم وهم أصحاء أو مرضى روحيين ، صالحين أو طالحين ، أبرار أو أشرار ، الله يكره الخطيئة ولكنه لا يكره الخاطئ ، يكره الفعل ولكنه يحب الفاعل ، لذلك ندعوه فى كل صلاة بدالة البنين قائلين "يا أبانا الذى فى السموات"

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

كشف البهتان فى كتاب سليمان


قرأت مؤخراً كتاب "أقباط مسلمون قبل محمد" لفاضل سليمان ، الكتاب به العديد من الأخطاء المنهجية والتاريخية واللاهوتية وهذا ما أعتدتُ عليه حين أقرأ كتاباً فى مقارنة الأديان فى عالمنا العربى ، لكن الذى أدهشنى أن الكتاب هو رسالة ماجستير ، فألهذه الدرجة وصلت الأكاديمية فى أروقة الجامعات والمعاهد ؟؟!!
فى هذه الدراسة سأوضح تلك الأخطاء التى وقع فيها الباحث "فاضل سليمان" فى رسالته وأرجو أن يجيبنى أحد كيف يمكن أن يحصل الباحث على درجة الماجستير رغم كل تلك الأخطاء ؟؟!!
الفهرس
أولاً: الأخطاء المنهجية
1ـــ المصادر والمراجع ص 3
2ـــ عدم الدقة فى الترجمة ص 5
3ـــ الصور ص 6
ثانياً: الأخطاء التاريخية     
1ـــ وجود الأريوسيين فى حصن بابليون أثناء الفتح العربى ص 11
2ـــ رسائل النبى ص 17
3ـــ الأريوسيين كانوا فئة كبيرة من الشعب المصرى قبل الفتح العربى ص 22
ثالثاً: الأخطاء اللاهوتية
1ـــ عقيدة أريوس فى لاهوت المسيح ص 24
2ـــ عقيدة أريوس فى ناسوت المسيح ص 28
رابعاً: كتابات أريوس
1ـــ كتاب الوليمة الأدبية Thalia ص 30
2ـــ رسالة أريوس إلى يوسابيوس أسقف نيقوميديا ص 34
3ـــ رسالة أريوس للأمبراطور قسطنطين ص 37
4ـــ رسالة أريوس للبابا ألكسندروس ص 39
خاتمة ص 42
لتحميل الدراسة (اضغط هنا)