الخميس، 1 يونيو 2017

التمييز بين الجوهر والطاقة: تعليقات مختصرة على أبحاث الأنبا بيشوي

استرعى انتباهنا في الآونة الأخيرة قيام الأنبا بيشوي مطران دمياط بنشر بحثين عن التمييز بين الجوهر والطاقة. في كلا البحثين يقدم نيافته نقدًا للفكر اللاهوتي البيزنطي مِن خلال الرد على كتاب بعنوان «غاية الحياة هي التأله» تأليف الأرشمندريت جاورجيوس كابسانيس رئيس دير غريغوريوس بجل آثوس. ونقد نيافته قائم على رفضه لأمرين هما: 1) التأله. 2) النعمة غير المخلوقة.  

في هذه الدراسة المختصرة أناقش تلك القضيتين مِن منظور أبائي وليتورجي. 

لتحميل البحث (اضغط هنا)  

الجمعة، 3 مارس 2017

البَيَانُ في طرح زيدان: قراءة تاريخية مُفَصَّلة في قضية المسجد الأقصى

لتحميل البحث (اضغط هنا)

في إحدى الندوات طرح يوسف زيدان وجهة نظره في قضية مِن أعقد قضايا الشرق الأوسط ألا وهي قضية المسجد الأقصى، حيث رأى أن المسجد الأقصى المذكور في الآية الأولى مِن سورة الإسراء ليس هو المسجد المعروف في القدس، وعاد ليكرر نفس وجهة النظر هذه في برنامج تلفزيوني على قناة CBC المصرية لكن مع إضافة أن المسجد المقصود بآية سورة الإسراء هو مسجد آخر موجود في الجعرانة بالسعودية مستشهدًا في ذلك بالمؤرخ الواقدي.
لم يكن يوسف زيدان المتفرد أو المتقدم بين الباحثين في طرحه هذا، فالمستشرق إجناس جولدتسيهر (1850- 1921م) قد تبنى الرأي القائل بأن المسجد الأقصى قد بناه عبد الملك بن مروان كبديل للكعبة المشرفة، ليصرف الناس عن سماع كلام عبد الله بن الزبير الذي كان على خلاف سياسي معه، وكل ما أُحيك مِن روايات عن قدسية المسجد الأقصى ما هي إلا روايات لُفقت في العهد الأموي لدعم قرار عبد الملك بن مروان. أما مِن المعاصرين فنجد البروفيسور موردخاي كيدار[1] يتبنى ذات الرأي الذي لجولدتسهير مع إضافة أن المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء هو ذاك المسجد الموجود بالجعرانة في السعودية.

بالطبع البعض سينتقد كلا الاسمين لانتمائهم الديني، فكلاهما يهوديان، وسيتهمون كل مَن يتبنى تلك النظرية بأنه يتبع منهج هؤلاء اليهود الصهاينة على حد تعبيرهم، وبأنه يريد التطبيع مع دولة إسرائيل. لكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن ادعاءاتهم، فجولدتسيهر - صاحب النظرية - عاش ومات قبل أن تُؤسس دولة إسرائيل، بل إن مَن نشر بحثًا كاملاً ليناقش نظرية جولدتسهير وينتقدها كان يهوديًا لا مسلمًا، بل وأستاذًا للدراسات الإسلامية بالجامعة العبرية في إسرائيل ألا وهو [2]Shelomo Dov Goitein. فالقضية قضية تاريخية لها تطبيق سياسيّ، لا قضية سياسية لها تطبيق تاريخيّ، لذلك فإن القضية يجب أن تخضع للتحليل والنقد التاريخيّ قبل أن تُناقش في أروقة السياسة.    

ونظرًا لأن الدكتور يوسف زيدان قد أوجز في الطرح، واقتضب في الشرح، حتى بدت النظرية للمستمع ضعيفة البنيان، هزيلة الاحتجاج. لهذا وجدت مِن الضرورة أن أكتب لكي أستفيض في تَبْيين تلك النظرية وحججها.  
وخلاصة قراءتنا هذه للتاريخ أننا لا نستطيع أن نجيب بجزم عن السؤال: ما المقصود بالمسجد الأقصى المذكور في افتتاحية سورة الإسراء؟ فهل هو البيت المعمور الذي بالسماء؟ أم هو المسجد الأقصى الذي بالقدس؟ أم هو المسجد الأقصى الذي بالجعرانة؟



[1] موردخاي كيدار Mordechai Kedar (وُلد عام 1952م): هو محاضر بقسم اللغة العربية في جامعة بار إيلان بإسرائيل. وقد شرح وجهة نظره في فيديو باللغة العربية على قناته على اليوتيوب:
وقد نشر ذلك أيضًا على موقعه الإلكتروني:
[2] Shelomo Dov Goitein, Studies in Islamic History and Institutions (Leiden: Brill, 2010), 135-48