الخميس، 26 أغسطس 2010

دانيال والاس وعدد القراءات

هذا فيديو للعلامة دانيال والاس يتحدث فيه عن عدد القراءات الموجودة بين المخطوطات ، والقراءة كما أوضحت فى كتابى ( المدخل النظرى لعلم النقد النصى ) أنها مصطلح يطلق على أى اختلاف بين المخطوطات و ها هو مثال للتوضيح :



" لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. " ( أع 20 : 28 )


المشكلة النصية هنا هى كلمة { الله } فلو كل المخطوطات كانت تحتوى على الآية كما هى مكتوبة ، تكون هناك قراءة واحدة للآية ، ولكن نحن نجد المخطوطة السينائية و الفاتيكانية تقرأ { كنيسة الله } بينما المخطوطة السكندرية و الافرايمية تقرأ { كنيسة الرب } و هناك مخطوطات تقرأ { كنيسة الله و الرب } .


و بالتالى يمكننى أن أقول أن لهذه الآية ثلاثة قراءات ( أشكال للنص ) .

وليس كما هو منتشر فى بعض الكتب ، أن الخطأ الواحد إذا ورد فى ألف مخطوطة فإنه يُحسب ألف خطأ ، هذ الكلام خاطئ ، فطريقة حساب القراءات هى أن كل قراءة ( خطأ نسخى ) لو ورد فى مخطوطة واحدة  يُحسب قراءة  ولو ورد فى ألف مخطوطة فإنه يُحسب قراءة واحدة أيضا .

نعم ، عدد  الاختلافات بين المخطوطات تفوق عدد كلمات العهد الجديد كما قال إيرمان أو ان عددها 400 ألف قراءة كما نادى البعض  ، ولكن أرجع وأقول أنها اختلافات تافه لا تؤثر على ايمانى أو واجباتى كمسيحى ( راجع كتابنا: المدخل ـ ص 14 : 16 ) ولكن الجديد الذى يذكره الدكتور والاس أن هذا العدد تافه جداً بالنسبة للاحتمالات. لكى نستطيع تحديد هل الرقم كبير أو صغير ، فعلينا أن نضع معيار نقيس به .هذا المعيار هو الإحتمالات الممكنة لوجود القراءات . فلو أن الاحتمالات يجب أن تكون بمئات الملايين أو ربما المليارات ، فوجود نصف مليون قراءة ( خطأ ) يبدو رقماً صغيراً جداً.

استمتعوا بالمشاهدة .





الأربعاء، 25 أغسطس 2010

مشكلات كتابية و إجابات شافية (1)

تحدثت عن بعض المشكلات الكتابية و قدمت لها بعض الاجابات والحلول فى محاضرة ألقيت بمطرانية الجيزة ، وقد طالبنى الكثيرون بجعلها سلسلة أناقش فيها المشكلات الكتابية التى تُثار فى عقول الكثيرين ، وقد طالبنى الكثيرون أيضاً  بالـ Power Point الذى قمت بعرضه فى المحاضرة ، لذلك قمت برفعه وتجدونه هنا وبإذن الله فإن كل محاضرة فى السلسلة سأقوم برفعها على مدونتى .

أذكرونى فى صلاتكم

الأربعاء، 18 أغسطس 2010

لماذا تجسد الله ؟ (2)

لستُ أنا فقط الذى رفضتُ غير محدودية الخطية بل هناك العديد من اللاهوتيين و أساتذة الفلسفة فى العالم الذين يرفضون غير محدودية الخطية ، فهوذا فرانكلين ماسون Franklin Mason أستاذ الفلسفة بجامعة Purdue بأمريكا يرفض غير محدودية الخطية حيث يقول :  
we find that we must reject SMITE. Our sins, since not infinite, do not merit eternal torment


نحن يجب أن نرفض SMITE ( هى اختصاراً لـ Sin Merits Infinite TormEnt أى الخطية تستوجب عقوبة لا نهائية ) فخطايانا ليست غير محدودة ، لذلك لا تستوجب عقوبة أبدية .
ويقول أيضأً :


 I am a finite being, and all that I feel and do is of necessity finite
أنا كائن محدود ، وكل ما أشعر به أو أقوم بعمله هو بالضرورة محدود
ويقول أيضأ :

for I can do nothing infinitely
لأجل أننى لا أستطيع أن أعمل شئ غير محدود

يتضح من أخر جملتين أنه يؤيد ما قلناه سابقاً وهو أن العمل يقاس بصانعه لا بالموجهه إليه ، فقد أثبتنا ذلك من الكتاب المقدس فى المقالة السابقة ، وهوذا نأتى بشهادة أحد أساتذة الفلسفة فى هذا المقال . 

يُتبع .....

السبت، 14 أغسطس 2010

لماذا تجسد الله ؟

الخطيئة موجهة لله ، الله غير محدود ، إذاً الخطيئة غير محدودة ، لذلك كان لابد أن يكون الفادى غير محدود لذلك تجسد الله ....


بهذه الكلمات البسيطة يشرح الخادم عقيدة الفداء للبسطاء ، ولكن هل هذا الشرح صحيح لاهوتياً ؟؟


هل الخطيئة غير محدودة ؟


لا ، الخطيئة محدودة لأن العمل يقاس بصانعه لا بالموجهه إليه فالمعادلة الصحيحة هى


الانسان أخطأ إلى الله ، الانسان محدود ، إذاً الخطيئة محدودة

هذه هى المعادلة الصحيحة ، لأننا لو افترضنا صحة ما يقوله الخادم

الخطيئة موجهة لله ، الله غير محدود ، إذاً الخطيئة غير محدودة

غير المحدودية هى صفة ذاتية فى الله لا يشترك فيها أحد إلا الله ، يقول قداسة البابا شنودة الثالث :

" الصفات الذاتية هى تلك الخاصة بالجوهر الإلهى مثل : الأزلية ، والأبدية ، والأقنومية ، وعدم المحدودية ، وعدم التغيير ... وما إلى ذلك "
+ وداد عباس توفيق: الفداء عدل و رحمة ـ الطبعة الأولى ( سبتمبر 2007 ) ـ ص 89

فما نتيجة أن نضفى هذه الصفة الذاتية لله على الخطية ؟؟ أنا أعتقد أننا بذلك نأله الخطية !! حاشا.  

وتكمن خطورة هذه المعادلة أنه إذا طبقنا قاعدة القياس، يمكن أن نقول :
الخطيئة موجهة لله ، الله أزلى ، إذاً الخطيئة أزلية  
الخطيئة موجهة لله ، الله أبدى، إذاً الخطيئة أبدية

وبالتالى نجعل الخطية إله بالحقيقة .

الدليل الكتابى على أن الخطيئة تقاس بصانعها


الدليل الكتابى هو ذبيحة الخطية فإذا أخطأ :
الكاهن أو رئيس الكهنة ........ يقدم ثوراً ابن بقر
رئيس ............................. يقدم تيساً من الماعز ( ذكراً )
فرد من عامة الشعب .......... يقدم عنزة من الماعز ( أنثى ) أو    شاة من الضأن ( أنثى )
                                      ولو كان فقيراً يقدم يمامتين أو فرخى حمام .

إذاً الخطيئة التى فعلها الكاهن هى هى التى فعلها فرد من عامة الشعب ، والخطيئة موجهة لله ، ومع ذلك نجد الذبيحة التى يقدمها الكاهن غير التى يقدمها فرد من عامة الشعب ، فلماذا ؟؟

يعلق المتنيح الأنبا يوأنس قائلاً :

" فى ذبيحة الخطية ، كانت الذبيحة تتغير تبعاً لمركز الخاطئ مقدم الذبيحة ، ومدى إدراكه للخطية وبشاعتها ومسئوليته نحوها ... "
+ الأنبا يوأنس: مسيحنا فوق الزمان ـ ص 155


فإذا كان التفسير السابق خطأ فما هو التفسير الصحيح ؟؟
وً لماذا تجسد الله ؟؟


يُتبع ....