كل عام وأنتم بخير ، اليوم حضرت الجمعة العظيمة بإحدى الكنائس ، وأخذت أتأمل الصلوات اليوم فإن كان علم تطور العقيدة المقصود به تطور صياغة العقيدة فلا بد أن يكون هناك علم لتطور الطقوس ، فبالتأكيد الصلوات فى الكنيسة الأولى لم تكن تأخذ ذلك الوقت الطويل والسبب ببساطة أن الصلاة قديماً كانت باللغة القبطية فقط أما الآن فبعد أن يتم قراءة المزامير والاناجيل بالقبطى يعاد قرائتها بالعربى وبالتالى تأخذ ضعف الوقت ، وممارسات كنسية أخرى أيضاً تطورت وتغيرت ، فأنا أتذكر عندما كنت صغيراً كان الكاهن هو الذى يقرأ السنكسار أما الآن فصار الشماس هو الذى يقرأه ـ على العلم قديماً لم يكن هناك شئ اسمه السنكسار فأنا لا أتخيل مار جرجس يحضر القداس والكاهن على المنبر يقرأ قصة حياته ؟؟!! ـ
يقول الدكتور جورج حبيب بباوى : [ عندما نلقى نظرة فاحصة على تراثنا الكنسى ونرى أننا نختلف مع عصر من العصور ، فإن السؤال الذى يفرض نفسه لأول وهلة : هل هو اختلاف فى العقيدة ؟ والجواب قطعاً لا . والسؤال الثانى : هل هو اختلاف فى الممارسة ؟ والجواب نعم . هل هذا يهدم وحدة الكنيسة ؟ بكل تأكيد لا ، فقد أُبطلت عادة أو ممارسة وضع جسد الرب فى أيدى المتناولين كما أُبطلت عادة أو طقس تناول الكأس من يد الدياكون ـ حسب التراث الكنسى المعروف لنا فى كتاب الرسامات الخاص بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ـ ولم تحدث ثورة ولم تنقسم الكنيسة ولم تعتبر هذه بدعة ]
+ جورج حبيب بباوى: الرد على كتاب بدع حديثة ، الكتاب الثانى ، ص 50
إذاً الممارسات تتغير لتتوافق مع العصر مع الحفاظ على أصالة و روحانية الطقس ، مع العلم أن تلك التغييرات هى قليلة وبسيطة وليست بذات أهمية .....