هذا مقال قرأته على موقع فيسبوك ومثل هذه المقالات تثير عندى مشكلة لماذا نلجأ الى هذا الكم الهائل من التهويل؟ لماذا لا ننقل المعلومة فقط وندع التعليق للقارئ؟ او نذكر وجهة نظرنا بعيدا عن متن المعلومات نفسها, المقال يتحدث عن دكتور تحول الى الاسلام. إليك نص المقال[1] ثم تعليقى عليه.
[اراد ان يبحث عن عيوب في القرآن ... فماذا وجد ؟؟!!
هذا المستشرق هو الدكتور غاري ملير أستاذ الرياضيات والمنطق في
جامعة تورنتو كان من المبشرين النشطين جدا في الدعوة الى النصرانية وايضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس , هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير …
لذلك يحب المنطق و التسلسل المنطقي للامور …. في احدى الايام اراد ان يقرا القران بقصد ان يجد فيه بعض الاخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته المسلمين للدين النصراني ….
كان يتوقع ان يجد القران كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما الى ذلك … لكنه ذهل ممّا وجده فيه …. بل واكتشف ان هذا الكتاب يحوي على اشياء لا توجد في اي كتاب اخر في هذا العالم … كان يتوقع ان يجد بعض الاحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلّ الله عليه وسلّم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها او وفاة بناته واولاده … لكنه لم يجد شيئا من ذلك
بل الذي جعله في حيرة من امره انه وجد ان هناك سورة كاملة في القران تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام . لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في اناجيلهم !!
ولم يجد سورة باسم عائشة او فاطمة رضي الله عنهم …
وكذلك وجد ان عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القران في حين ان النبي محمد صلّ الله عليه وسلّم لم يذكر الا 4 مرات فقط فزادت حيرة الرجل
اخذ يقرا القرآن بتمعن اكثر لعله يجد ماخذاً عليه … ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة الا وهي الاية رقم 82 في سورة النساء :
افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ”
يقول الدكتور ملير عن هذا الاية ” من المبادىء العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدا ايجاد الاخطاء او تقصي الاخطاء في النظريات الى ان تثبت صحتها Falsification test … والعجيب ان القران الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين الى ايجاد الاخطاء فيه ولن يجدوا … يقول ايضا عن هذه الاية ” لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجراة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الاخطاء ولكن القران على العكس تماما يقول لك لا يوجد اخطاء بل ويعرض عليك ان تجد فيه اخطاء ولن تجد
ايضا من الايات التي وقف الدكتور ملير عندها طويلا هي الاية رقم 30 من سورة الانبياء :
“او لم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي افلا يؤمنون” يقول “ان هذه الاية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص ان الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب ”
فالرتق هو الشي المتماسك في حين ان الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله …..
ناتي الى الجزء الاخر من الاية وهو الكلام عن الماء كمصدر للحياة …..
يقول الدكتور ملير ” ان هذا الامر من العجائب حيث ان العلم الحديث اثبت مؤخرا ان الخلية الحية تتكون من ا لسيتوبلازم الذي يمثل 80% منها والسيتوبلازم مكون بشكل اساسي من الماء …… فكيف لرجل امي عاش قبل 1400 سنة ان يعلم كل هذا لولا انه موصل بالوحي من السماء. الدكتور ملير اعتنق الاسلام ومن بعدها بدا يلقي المحاضرات في انحاء العالم ……وكذلك لديه الكثير من المناظرات مع رجال الدين النصارى الذي كان هو واحد منهم كم مسلم هينشرها !!!!!!!!!] وإلى هنا انتهى نص المقال.
هذا المستشرق هو الدكتور غاري ملير أستاذ الرياضيات والمنطق في
جامعة تورنتو كان من المبشرين النشطين جدا في الدعوة الى النصرانية وايضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس , هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير …
لذلك يحب المنطق و التسلسل المنطقي للامور …. في احدى الايام اراد ان يقرا القران بقصد ان يجد فيه بعض الاخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته المسلمين للدين النصراني ….
كان يتوقع ان يجد القران كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما الى ذلك … لكنه ذهل ممّا وجده فيه …. بل واكتشف ان هذا الكتاب يحوي على اشياء لا توجد في اي كتاب اخر في هذا العالم … كان يتوقع ان يجد بعض الاحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلّ الله عليه وسلّم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها او وفاة بناته واولاده … لكنه لم يجد شيئا من ذلك
بل الذي جعله في حيرة من امره انه وجد ان هناك سورة كاملة في القران تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام . لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في اناجيلهم !!
ولم يجد سورة باسم عائشة او فاطمة رضي الله عنهم …
وكذلك وجد ان عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القران في حين ان النبي محمد صلّ الله عليه وسلّم لم يذكر الا 4 مرات فقط فزادت حيرة الرجل
اخذ يقرا القرآن بتمعن اكثر لعله يجد ماخذاً عليه … ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة الا وهي الاية رقم 82 في سورة النساء :
افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ”
يقول الدكتور ملير عن هذا الاية ” من المبادىء العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدا ايجاد الاخطاء او تقصي الاخطاء في النظريات الى ان تثبت صحتها Falsification test … والعجيب ان القران الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين الى ايجاد الاخطاء فيه ولن يجدوا … يقول ايضا عن هذه الاية ” لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجراة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الاخطاء ولكن القران على العكس تماما يقول لك لا يوجد اخطاء بل ويعرض عليك ان تجد فيه اخطاء ولن تجد
ايضا من الايات التي وقف الدكتور ملير عندها طويلا هي الاية رقم 30 من سورة الانبياء :
“او لم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي افلا يؤمنون” يقول “ان هذه الاية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص ان الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب ”
فالرتق هو الشي المتماسك في حين ان الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله …..
ناتي الى الجزء الاخر من الاية وهو الكلام عن الماء كمصدر للحياة …..
يقول الدكتور ملير ” ان هذا الامر من العجائب حيث ان العلم الحديث اثبت مؤخرا ان الخلية الحية تتكون من ا لسيتوبلازم الذي يمثل 80% منها والسيتوبلازم مكون بشكل اساسي من الماء …… فكيف لرجل امي عاش قبل 1400 سنة ان يعلم كل هذا لولا انه موصل بالوحي من السماء. الدكتور ملير اعتنق الاسلام ومن بعدها بدا يلقي المحاضرات في انحاء العالم ……وكذلك لديه الكثير من المناظرات مع رجال الدين النصارى الذي كان هو واحد منهم كم مسلم هينشرها !!!!!!!!!] وإلى هنا انتهى نص المقال.
للشيخ محمد الغزالى كتاب رائع بعنوان مستقبل الإسلام خارج أرضه كيف نفكر فيه؟ طبعة دار الشروق, أورد بعض القصص عن بعض من أسلموا فى أوروبا ولكنه لم يلجأ الى مبدأ التهويل المتبع بل واجه حقيقة الأمر ورد على مثل تلك المقالات فى هذا الكتاب حيث يقول[2] [لا نراهم حين يُطلبون ! إن ألوفاً من الخواجات يبحثون عن دين يملأ شعاب أفئدتهم, ويروى عطشهم الروحى ونهمهم العقلى فلا يجدون! وإذا وجدوا أحدا يحدثهم عن الإسلام ويدخلهم فى نطاقه السمح عادوا من لدنه يرتدون جلبابا أبيض, وعمامة فوقها عقال, أو ليس فوقها عقال! ما هذا؟؟
أهذه دعوة الى الإسلام أم إلى تقاليد البادية العربية؟]
من معرفتنا بالاستشراق وهو اتجاهٌ فكريٌّ يُعنى بدراسة حضارة الأمم الشرقية بصفة عامة وحضارة الإسلام والعرب بصفة خاصة ، وقد كان مقتصراً في بداية ظهورِهِ على دراسةِ الإسلامِ واللُّغةِ العربيةِ ، ثم اتسعَ ليشملَ دراسةَ الشَّرقِ كُلِّهِ ، بلغاتِهِ وتقاليدِهِ وآدابِهِ ، فالمستشرقون هم علماءُ الغربِ الذين اعتنَوا بدراسةِ الإسلامِ واللُّغةِ العربيةِ ، ولُغات الشَّرقِ وأديانه وآدابه[3]. يبدو أن السيد جارى ميلر لم يدرس شئ عن الشرق فقط ، فى احدى الايام فكر أن يقرأ القرأن فلا اعلم لماذا يلقبه صاحب المقال بالمستشرق ولمزيد عن الاستشراق راجع موسوعة[4] أستاذنا عبدالرحمن بدوى.
والغريب ان ما اعجب السيد ميلر ان القرآن ذكر عيسى 25 مرة بينما ذكر محمد 4 مرات بالاسم فقط انه لشئ مدعاة للضحك فى مثل هذا الامر الجلل, او ليس القرآن كله موجه الى الرسول أو لا تعتبر كل الايات التى تخاطب النبى هى ذكر له بغض النظر عن التصريح بالاسم مثل سورة الاحزاب بدأ من الاية 50 التى تقول [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ ....] الى الاية 56 وهى [إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً.] وغيرها كثير مثل سورة محمد وطه وهناك تفاصيل كثيرة تخص محمد وعلاقته مع نسائه وبعض المشاكل التى تعرض لها او زوجاته مثل حديث الأفك عن السيدة عائشة وغيرها وهذا كله معروف لأى مسلم عادى دون دراسة.
اما صورة مريم التى تشرف العذراء مريم اكثر من كتب النصارى فلصاحب المقال ان يعلم ان من شدة تقديس بعض النصارى للعذراء اتهمهم القرآن نفسه بانهم يؤلهون العذراء وابنها عيسى من دون الله وحاشا أن نكون مؤلهين للعذراء ولكننا نبجلها بل ليصبح التبجيل بالنسبة لها لغو فى الوصف لانها اكثر من ذاك بل انننا نصدح بالقول ونلقبها ثيؤتوكوس اى أم الإله .
اما عن سبق القرآن باستنتاج فكرة تقصى الاخطاء فى النظريات التى اعجبت البرفيسور ميلر فاكيد هذا الدارس للكتاب يعلم الاية التى تقول [امتحنوا كل شئ , تمسكوا بالحسن] (1 تس 5 : 12). واكيد كلنا نعلم ان اسس المنهج العلمى والتنظير قد اسسته الفلسفة اليونانية بردح من الزمان قبل الاسلام ولنا ان نقرأ قليلا فى منطق ارسطو لنعرف ذاك[5].
الذى يدعونى للحيرة حقا هو إعجاز القران بذكره هو نظرية الانفجار الكبير ولن اخوض هنا فى جدل حول معنى الكلمات وان هذه الجملة العابرة الذكر لا يمكن باى حال ان توازى المفهوم الحقيقى لنظرية قائمة على اسس رياضية حتى انى لاظن استاذ الرياضيات ميلر نفسه لم يفهمها بعد حتى انه أخطأ فى العام وادعى ان هذا اخذ نوبل سنة 1973 ولك ان تراجع الموقع الرسمى لجائزة نوبل[6] فى الفيزياء لهذا العام التى منحت عن ابحاث خاصة باشباه الموصلات والمواد فائقة التوصيل للكهربية وكانت مناصفة بين ثلاث علماء أخرهم صاحب تاثيرات جوزفسون الشهيرة[7] .
ولكن ربما اختلط الامر عليه ففى هذه السنة فعلاً نشر ستيفن هوكينج كتابه[8] الذى يلخص تفسيره لنظرية الانفجار الكبير ولكن للاسف لم يمنح جائزة نوبل حتى الآن لأن الجمعية الملكية بأستكهولم المخول لها الاختيار لا تمنح الجائزة فى مجال الفيزياء النظرية. فلماذا إذن هذا التهويل وهل ما يعطى العلم احقيته وصوابه مجرد جائزة مثل نوبل او غيرها.
وللحق فأن ميلر نفسه لم يحدد السنة بالظبط على موقعه[9] بل ذكر فقط منذ عدة سنوات وكان جدير به حتى ان يقول على اسم هؤلاء الباحثين وكعالم كان له ان يقول ان تلك مجرد فرضية فشلت الى الآن ميكانيكا الكم او حتى النسبية العامة فى تفسيرها ومازالت نظرية الاوتار المعروفة بام تحبو ربما يشتد ساعدها بعد مئة عام وتفسر لنا الامر فنصير عندئذ من المهتدين حقا.
أخيراً بالنسبة إلى أن الماء أساس الحياة فهى فكرة قديمة بقدم أول رشفة ماء عرفها الانسان بقدم أول قطرة مطر نزلت فاستحالت الارض خضار. والانسان الذى لا يستنتج ان الماء مانح الحياة هو انسان لم يعش من قبل على هذا الكوكب. بالاضافة ان طاليس الفيلسوف اليونانى اقر ذاك وجاء بعده الفلاسفة ليجعلو الماء الضلع الاول من مكونات الماده مع النار والهواء و التراب.
لا اريد ان اجعل هذا نقد او حتى تشويه للاسلام فيكفى انى انكببت سنوات على دراسة هذه العقيدة ولو كنت تعرفنى جيدا لعرفت ان الافكار الضعيفة لا تأخذ منى هذا الوقت حتى اثبت مكانها الطبيعى فى معيار المنهج العلمى كما نحيت تجاه ذاك المقال , فرسالتى هى ارجوك تمسك بالمنهج والجدلية العلمية وكفانا تهويل الذى اخاف حق خيفة أن يصير فيما بعد تهبيل.
اعتذر لو وجدت اى خطأ فى مقالى وارجو ان تنوه لى فأصير لك شاكرا على بريدى الألكترونى[10].
كيرلس سمعان شهدى
القاهرة, يوليو2012
[4] الدكتور عبدالرحمن بدوى, موسوعة المستشرقين, دار العلم للملايين, بيروت, 1993
[5] روبير بلانشى , المنطق وتاريخه من ارسطو حتى راسل, ترجمة د. خليل أحمد خليل, المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع , لبنان.
[7] The Nobel Prize in Physics 1973 was divided, one half jointly to Leo Esaki and Ivar Giaever "for their experimental discoveries regarding tunneling phenomena in semiconductors and superconductors, respectively" and the other half to Brian David Josephson "for his theoretical predictions of the properties of a supercurrent through a tunnel barrier, in particular those phenomena which are generally known as the Josephson effects".
http://www.ebnmaryam.com/alta7reef2/alta7reef2.htm
ردحذف