الموثوقية التاريخية للعهد القديم
هل العهد القديم موثوق به من الناحية التاريخية؟ هل ما يحتويه من معلومات
تاريخية صحيح؟ بمعنى أدق هل يمكننى أن أأخذ التاريخ من العهد القديم؟
لن أجيب على تلك الأسئلة بل سأدع المؤرخين والعلماء يجيبوا عليها ، تلك
المجموعة من أقوال العلماء والمؤرخين قمت بتجميعها وترجمتها من أصولها ولكنى قمت
بعمل الترجمة بهدف توصيل المعنى أى أنها ترجمة بتصرف لكنى وضعت النص الأصلى قبل
النص المترجم.
-
يقول المؤرخ الأمريكى ويل ديورانت Will Durant فى موسوعته الرائعة "قصة الحضارة" :
[لقد أعادت
الكشوف التي ذكرناها في هذا الفصل كثيراً من الثقة إلى فصول سفر التكوين التي تقص تاريخ
اليهود القديم. وإذا ما استثنينا من قصة اليهود، كما تميط عنها اللثام أسفار العهد
القديم، حوادث المعجزات وخوارق العادات وأشباهها، رأينا أن هذه القصة قد صمدت للنقد
وللبحوث التاريخية. وكل عام يمر يكشف فيه من الوثائق والآثار ما يؤيد أقوال العهد القديم.
من ذلك أن القطع الخزفية التي استخرجت من تل الدوير في عام 1935م تحمل من النقوش العبرية
ما يؤيد أجزاء من قصة سفري الملوك. وعلى هذا فإن من حقنا أن نقبل قصص التوراة مؤقتاً
حتى نجد ما ينقضها.] [1]
-
يقول جون أرثر John A. Thompson (دكتوراة فى الدراسات الشرقية من جامعة كامبردج ومدير
معهد علم الأثار باستراليا Australian Institute of Archaeology فى ملبورن)
[Finally, it is perfectly true to say that biblical
archaeology has done a great deal to correct the impression that was abroad at
the close of the last century and in the early part of this century, that
biblical history was of doubtful trustworthiness in many places. If one
impression stands out more clearly than any other today, it is that on all
hands the overall historicity of the Old Testament tradition is admitted. In
this connection the words of W. F. Albright may be quoted: “There can be no
doubt that archaeology has confirmed the substantial historicity of Old
Testament tradition.”[2]]
[3]
[وأخيراً ، فمن الصحيح تماماً أن نقول أن
الأركولوجيا الكتابية قد قدمت الكثير لتصحيح ذلك الانطباع الذى كان منتشراً فى
أواخر القرن الماضى (يقصد القرن التاسع عشر) وبدايات القرن الحالى (يقصد القرن
العشرين) والذى كان يشكك فى العديد من أماكن العهد القديم. لكن الانطباع الذى يغلب
الآن هو الأعتراف بتاريخية العهد القديم بشكل كامل. وفى هذا السياق يمكننى أن
أقتبس كلمات أولبرايت "بلا شك ، إن علم الآثار قد أثبت الحقائق التاريخية لتقليد
العهد القديم"]
- إن البروفيسور
أولبرايت William
Foxwell Albright الذى استشهد
به البروفيسور جون سابقاً ، هو غنى عن التعريف فهو أستاذ اللغات الشرقية بجامعة Johns Hopkins University (1927-29) وأستاذ زائر بجامعة Chicago (1946) ورئيس American Oriental Society (1935) ونائب رئيس American Philosophical Society (1956-59) وعضو بالأكاديمية الوطنية للعلوم بأمريكا National Academy of Sciences.
-
يقول البروفيسور كينيث كيتشن Kenneth
A. Kitchen أستاذ
المصريات بكلية الآثار بجامعة Liverpool بإنجلترا ،
وواضع كتاب On the
Reliability of the Old Testament الواقع فى
680 صفحة الذى يشرح فيه مدى الموثوقية التاريخية للعهد القديم والذى يعتبره
الكثيرين بمثابة رد على مدرسة كوبنهاجن The Copenhagen School أو ما تُسمى
بـ minimalist school وهى مدرسة تنظر
للعهد القديم بإعتباره مجموعة قصصية لا بإعتباره وصف تاريخى لأحداث تاريخية ، وعلى
الرغم من أن البعض اعترض على بعض التحاليل التاريخية فى هذا الكتاب إلا أن الكتاب
فى مجمله قيم ، يقول:
[What can we be said of historical reliability? Here our
answer – is more positive. The periods most in the glare of contemporary
documents – the divided monarchy and the exile and return – show a very high
level of direct correlation (where adequate data exist) and of reliability.][4]
[ماذا يمكن أن
يُقال بخصوص الموثوقية التاريخية؟ إجابتى هى بالإيجاب. أكثر الفترات موجودة فى
الوثائق المعاصرة (انقسام المملكة ، السبى ، العودة من السبى) تُظهر مستوى عالٍ من
العلاقة المباشرة بالنص الكتابى (حيث المعلومات الكافية متوفرة) وعلى درجة عالية
من الثقة.]
-
قديماً كان يشكك البعض فى حوادث العهد القديم لأنه لا
يوجد عليها أدلة تاريخية وهوذا يوماً بعد يومٍ يتم الكشف عن آثارٍ جديدةٍ تؤيد
العهد القديم وهذا ما دفع الدكتور دونالد ويسمان
Donald J. Wiseman أستاذ الأشوريات Assyriology بجامعة لندن
أن يقول :
[The Bible is unchanging but
the science of ‘Biblical Archaeology’ advances with new excavations, documents
and interpretations.] [5]
[ الكتاب المقدس
لا يتغير ولكن علم الآثار هو الذى يتقدم بالتنقيبات الجديدة والوثائق والتفاسير ]
والآن هل
يمكن لأحد أن يخرج علينا ليقول أن العهد القديم غير موثق تاريخياً ؟؟!!
[1] ويل ديورانت: قصة الحضارة ، المجلد الأول (2) الشرق
الأدنى ، ترجمة: محمد بدران ، مكتبة الأسرة ، ص 323
[3]Thompson, J. A.
(1982). The Bible and archaeology. Includes indexes. (3rd ed., fully
rev.) (4). Grand Rapids, Mich.: W.B. Eerdmans Pub. Co.
[4] K.
A. Kitchen: On the Reliability of the Old Testament, (William B.
Eerdmans Publishing Company, Grand Rapids and Cambridge,2003), pp. 499-500
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق