كثيراً ما يسألنى البعض لماذا المسيحية دين بلا أحكام تشريعية أى بمعنى لماذا لا يرجم الزانى وتقطع يد السارق وتسير المسيحية بمبدأ عين بعين وسن بسن ، أليست تلك القوانين والأحكام الشرعية تكون ملائمة للوضع الحالى مع تدنى المستوى الأخلاقى للناس ، أليست تلك القوانين لو نفذت لقلت الجريمة فى المجتمع ؟؟
فى الحقيقة اللاهوت المسيحى لاهوت إصلاحى ، فما الذى تكسبه البشرية بإنسان بزراع واحد إلا زيادة إنسان معاق يحتاج من يعتنى ويتكفل به ؟؟!! وما الذى ستربحه بإنسان نفذ فيه حكم الرجم إلا زيادة عدد الجثث ؟؟!! وتخيلوا معى لو أن الزانى هذا كان عالم ، فكم ستخسر البشرية ؟؟؟؟ تحضرنى هنا جملة المهاتما غاندى [ العين بالعين نظام يجعل العالم كله أعمى ] والمسيح أتى ليجعل العمى يبصرون .
المسيحية أتت لتصلح الإنسان لا لكى تهلكه ، المسيحية ترى أن الجميع يخطئ حتى البار لذلك فالزانى والسارق والقاتل هم أناس مخطئون ولكن ما المشكلة فجميع الناس تخطئ ، لكن المهم هو التوبة عن الخطية لذلك جعلت الكنيسة التوبة سر من أسرارها المقدسة ، والمسيح يقول أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب ، أى أن السماء تفرح بتوبة الإنسان وعودته لله لأن هذا ما يريده الله (خلاص الجميع) السماء لن تفرح عندما يتم رجم زانى وهو فى خطيته ، ولن تفرح عندما يتألم سارق لم يتح له البشر فرصة للتوبة ، لا الله يريد ولا البشرية ستربح بموت الخاطئ بل الله يريد والبشرية ستربح عندما يتوب الخاطئ ويصير صالحاً ، ما أروع موقف المسيح مع المرأة الزانية ، ذلك الموقف جعل القديس أغسطينوس يقول وكأنه يتغنى [ الرب رقيق ، طويل الأناة ، حنان ، لكن الرب أيضاً عادل وحق. إنه يفسح لك المجال للإصلاح ، لكنك تحب تأجيل الدينونة أكثر من إصلاح طرقك. هل كنت بالأمس شريراً ؟ لتكن اليوم صالحاً ... الله وعد بالغفران لمن يُصلح من شأنه ، لكنه لم يعدنى بأن يطيل حياتى ] هذا ما تنادى به المسيحية دائماً الإصلاح (التوبة) ، وكل يوم تستيقظ فيه عليك أن تشكر الله أنه أعطاك فرصة جديدة للتوبة والتقرب إليه ، فرصة الإنسان للتوبة تتمثل فى حياته ولا يمكن لإنسان آخر مهما كان أن يأخذ منه تلك الفرصة ويحرمه من التوبة والحياة مع الله ، الله هو الذى يعطى الإنسان الفرصة (الحياة) وهو الوحيد الذى له الحق أن يأخذها بعد أن يدعوك أكثر من مرة كل يوم إليه وأنت ترفضه ، فعندما يأخذ الفرصة (الحياة) ستجد نفسك أمامه بلا عذر ، فقد أخذت فرصتك (حياتك) كاملة وأعطاك كافة النعم ، ودعاك كل يوم ، وعندما كنت تخطئ كان يؤدبك ولا يضرك لكى تعود إليه ومع ذلك أن تزداد عناداً ، فعندما تلاقيه ستجده يقول لك "أنت بلا عذر أيها الإنسان"
التاريخ المسيحى يشهد بذلك فالقديس أغسطينوس كان زانياً وفاجراً ولكن بالتوبة صار قديساً عظيماً وكذلك القديس موسى الأسود ، وغيره الكثيرون .... التاريخ المسيحى يشهد بأن المسيحية دين إصلاح
علينا أن نعرف أن المهم هو إصلاح الناس لا إهلاكهم ، كم حزنت عندما رأيت بعض المسيحيين يفرحون بحكم المحكمة بإعدام منفذ أحداث نجع حمادى ، كان عليهم أن يحزنوا لأن هناك نفساً أخرى قد هلكت قبل أن تتوب وتعرف الله ... المسيحيون الأوائل كانوا يصلون لأجل أعدائهم كما أوصاهم المسيح وكان ذلك سبباً فى إنتشار المسيحية ، فالقديس باخوميوس مؤسس الشركة الرهبانية صار مسيحياً بسبب معاملة المسيحيين الجميلة له ، وكذلك الوالى الرومانى أريانوس صار مسيحياً لما رآه فى الشهداء المسيحيين من قبولهم للموت بلا خوف وصلاتهم له بأن يغفر الله ذنوبه ، وإذا أردت أن أورد من تلك القصص فلن أنتهى ....
كل هؤلاء كانوا يضعون عيونهم صوب المسيح ، كانوا يرونه يُلطم ويُهان ويُصلب ُومع ذلك يدعو للجنود بمغفرة الخطايا ، كان فى وسط الآلام يبحث عن الخروف الضال (اللص اليمين) ويخبره بأنه سيكون معه فى الفردوس ، المسيح هو الذى حطم مبدأ العين بالعين وهو الذى علم العالم أهم مبدأ للحياة الحب فاستحقت شريعته أن تسمى بشريعة الحب كما اسماها العقاد ، الحب هو الذى يجعلنى أرفض عقوبة الاعدام كوجه عام لأنها ستكون سبب فى أن هناك إنساناً سيهلك ...
توبنى يا رب فأتوب ... توبنى
آمين
هناك نقطة أخرى كان قد أشار إليها الدكتور هانى مينا ميخائيل ألا وهى : هل العين بالعين هو مبدأ عادل كما يقول البعض ؟؟ بمعنى عندما يكسر أخى ذراعى ، فالعدل فى عمقه هو أن يسترد ذراعى صحته ويعرف أخى أن ذلك الفعل فعل شرير فلا يكرره ، أما مبدأ العين بالعين فهو ينتج ذراعين مكسورين ، ذراعى وذراع أخى ، بالتأكيد هذا عدل ناقص ذلك الذى يعالج الشر بالشر ، وحتى وإن كان ينتقم للخسارة فأين التعويض ؟؟ فما زالت ذراعى مكسورة !!
العدل البشرى ملخصه هو تدمير الجانى مثل المجنى عليه لإشباع غليل المجنى عليه ، إننا هنا لا نصلح ولا نعالج بل نزيد الظلم ظلماً ، ونحول بأيدينا الجانى إلى مجنى عليه أيضاً !! أين العدل؟؟
لذلك بنضوج الإنسانية وتقدمها تحول تشخيص الجانى من كونه (مجرم) يستحق الدمار والعقوبة إلى كونه (مريض) اجتماعى ونفسى يحتاج للعلاج لا للقصاص ، أى بدأنا مؤخراً جداً ـ فى هذا القرن فقط ـ ، ندرك ما أدركه الآباء قديماً : أن الشر مرض وليس جريمة ، الشر يحتاج لعلاج لا لعقوبة الموت ، لذلك علم الآباء أن الكنيسة (مستشفى) لا (محكمة) كما قال القديس يوحنا ذهبى الفم .
مقابلة الخير بالخير عمل إنسانى ، مقابلة الخير بالشر عمل شيطانى ، مقابلة الشر بالخير عمل إلهى ، فلنصير أبناء الله ونعالج الشر بالخير
هناك نقطة أخرى كان قد أشار إليها الدكتور هانى مينا ميخائيل ألا وهى : هل العين بالعين هو مبدأ عادل كما يقول البعض ؟؟ بمعنى عندما يكسر أخى ذراعى ، فالعدل فى عمقه هو أن يسترد ذراعى صحته ويعرف أخى أن ذلك الفعل فعل شرير فلا يكرره ، أما مبدأ العين بالعين فهو ينتج ذراعين مكسورين ، ذراعى وذراع أخى ، بالتأكيد هذا عدل ناقص ذلك الذى يعالج الشر بالشر ، وحتى وإن كان ينتقم للخسارة فأين التعويض ؟؟ فما زالت ذراعى مكسورة !!
العدل البشرى ملخصه هو تدمير الجانى مثل المجنى عليه لإشباع غليل المجنى عليه ، إننا هنا لا نصلح ولا نعالج بل نزيد الظلم ظلماً ، ونحول بأيدينا الجانى إلى مجنى عليه أيضاً !! أين العدل؟؟
لذلك بنضوج الإنسانية وتقدمها تحول تشخيص الجانى من كونه (مجرم) يستحق الدمار والعقوبة إلى كونه (مريض) اجتماعى ونفسى يحتاج للعلاج لا للقصاص ، أى بدأنا مؤخراً جداً ـ فى هذا القرن فقط ـ ، ندرك ما أدركه الآباء قديماً : أن الشر مرض وليس جريمة ، الشر يحتاج لعلاج لا لعقوبة الموت ، لذلك علم الآباء أن الكنيسة (مستشفى) لا (محكمة) كما قال القديس يوحنا ذهبى الفم .
مقابلة الخير بالخير عمل إنسانى ، مقابلة الخير بالشر عمل شيطانى ، مقابلة الشر بالخير عمل إلهى ، فلنصير أبناء الله ونعالج الشر بالخير
رائع جدا كلامك صح مليون في المية المسيح قال لاتقاوموا الشر في متي 5 :39
ردحذفلكن بخصوص الشريعة فشريعتي كانسان مومن مسيحي هي(كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ1كو6 :12)
وهذه الشريعة افضل من اي شريعة لان انا من احدد اية هو الذي يوافقني واية الذي لا يوافقني فيكون هذا الشئ نابع من داخلي
بدوان ان احاول ان اجد ثغرة في نص الشرية (القنون) او احتاج الي احد لكي يفتي هل هو سرق بهدف الجوع ولا كان شبعان -ههه-
شكراً عزيزى على التعليق ... ربنا يباركك
ردحذف7lww awy
ردحذف